قوله تعالى: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ} وهو أعلى الجنة قد ذكرناه في سورة الكهف {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} لا يموتون ولا يخرجون، وجاء في الحديث: «أن الله تعالى خلق ثلاثة أشياء بيده: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الفردوس بيده، ثم قال: وعزتي لا يدخلها مدمن خمر، ولا ديوث». قوله عز وجل: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ} يعني: ولد آدم، و{الإنسان} اسم الجنس، يقع على الواحد والجمع، {مِنْ سُلالَةٍ} روي عن ابن عباس أنه قال: السلالة صفوة الماء. وقال مجاهد: من بني آدم. وقال عكرمة: هو يسيل من الظهر، والعرب تسمي النطفة سلالة، والولد سليلا وسلالة، لأنهما مسلولان منه.قوله: {مِنْ طِينٍ} يعني: طين آدم. والسلالة تولدت من طين خلق آدم منه. قال الكلبي: من نطفة سلت من طين، والطين آدم عليه السلام، وقيل المراد من الإنسان هو آدم. وقوله: {من سلالة}: أي: سل من كل تربة. {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً} يعني الذي هو الإنسان جعلناه نطفة، {فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} حريز، وهو الرحم مُكّن أي قد هيئ لاستقرارها فيه إلى بلوغ أمدها.